السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هجر القرآن أنواع
ابن قيم الجوزية
******************
أحدهما : هجر سماعه و الإيمان به و الإصغاء إليه
و الثاني : هجر العمل به و الوقوف عند حلاله و حرامه ، و إن قرأه و آمن به
والثالث : هجر تحكيمه و التحاكم إليه في أصول الدين وفروعه و اعتقاد أنه لا يفيد اليقين ، و أن أدلته لفظيه لا تحصل العلم
والرابع : هجر تدبره و تفهمه و معرفة ما أراد المتكلم به منه
والخامس : هجر التداوي والاستشفاء في جميع أمراض القلوب و أدوائها ، فيطلب شفاء دائه من غيره ، ويهجر التداوي به ، وكل هذا داخل في قوله : ( وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ) الفرقان 30 و إن كان بعض الهجر أهون من بعض وكذلك الحرج الذي في الصدر منه ، فإنه تارة يكون حرجا من إنزاله و كونه حقا من عند الله ، وتارة يكون من جهة المتكلم به ، أو كونه مخلوقا من بعض مخلوقاته ألهم غيره أن تكلم به ، وتارة يكون من جهة كفايتها و عدمها و أنه لا يكفي العباد ، بل هم محتاجون معه إلى المعقولات و الأقيسة ، أو الآراء والسياسات ، وتارة يكون من جهة دلالته ، وما أريد به حقائقه المفهومة منه عند الخطاب، أو أريد بها تأويلها ، و إخراجها عن حقائقها إلى تأويلات مستكرهة مشتركة، وتارة يكون من جهة تلك الحقائق و إن كانت مرادة ، فهي ثابتة في نفس الأمر ، أو أهم أنها مرادة لضرب من المصلحة فكل هؤلاء في صدورهم حرج من القرآن ، وهم يعلمون ذلك من نفوسهم و يجدونه في صدورهم ، ولا تجد مبتدعا في دينه قط إلا في قلبه حرج من الآيات التي تخالف بدعته ، كما أنك لا تجد ظالما فاجرا إلا و في صدره حرج من الآيات التي تحول بينه و بين إرادته
هجر القرآن أنواع
ابن قيم الجوزية
******************
أحدهما : هجر سماعه و الإيمان به و الإصغاء إليه
و الثاني : هجر العمل به و الوقوف عند حلاله و حرامه ، و إن قرأه و آمن به
والثالث : هجر تحكيمه و التحاكم إليه في أصول الدين وفروعه و اعتقاد أنه لا يفيد اليقين ، و أن أدلته لفظيه لا تحصل العلم
والرابع : هجر تدبره و تفهمه و معرفة ما أراد المتكلم به منه
والخامس : هجر التداوي والاستشفاء في جميع أمراض القلوب و أدوائها ، فيطلب شفاء دائه من غيره ، ويهجر التداوي به ، وكل هذا داخل في قوله : ( وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ) الفرقان 30 و إن كان بعض الهجر أهون من بعض وكذلك الحرج الذي في الصدر منه ، فإنه تارة يكون حرجا من إنزاله و كونه حقا من عند الله ، وتارة يكون من جهة المتكلم به ، أو كونه مخلوقا من بعض مخلوقاته ألهم غيره أن تكلم به ، وتارة يكون من جهة كفايتها و عدمها و أنه لا يكفي العباد ، بل هم محتاجون معه إلى المعقولات و الأقيسة ، أو الآراء والسياسات ، وتارة يكون من جهة دلالته ، وما أريد به حقائقه المفهومة منه عند الخطاب، أو أريد بها تأويلها ، و إخراجها عن حقائقها إلى تأويلات مستكرهة مشتركة، وتارة يكون من جهة تلك الحقائق و إن كانت مرادة ، فهي ثابتة في نفس الأمر ، أو أهم أنها مرادة لضرب من المصلحة فكل هؤلاء في صدورهم حرج من القرآن ، وهم يعلمون ذلك من نفوسهم و يجدونه في صدورهم ، ولا تجد مبتدعا في دينه قط إلا في قلبه حرج من الآيات التي تخالف بدعته ، كما أنك لا تجد ظالما فاجرا إلا و في صدره حرج من الآيات التي تحول بينه و بين إرادته